أطفالي غير مسجّلين!
لا تزال الشابّة السورية نور في حيرةٍ من أمرها، تبحث عن طريقة قانونية لتسجيل طفليها في تركيا، اللذين أتيا من زواجٍ غير قانوني وغير مسجّل لدى السلطات التركية. ونور تعيش مشكلة مضاعفة، فهي تزوجت وهي قاصر كما أنها زوجة ثانية.
في سوريا ورغم رفع سن الزواج الى 17 عاماً في تعديل حصل عام 2019 إلا أن التشريع كان شكلياً لأنه ترك لرجل الدين استنسابية التزويج إن ارتأى أن يزوج دون سن الـ17.
وفي سوريا تضاعفت حالات زواج القاصرات منذ بدء الحرب التي يعتقد أن نسبتها وصلت الى 30% بين حالات الزواج بحسب تقديرات رسمية عام 2015. وشيوع زواج القاصرات وتعدد الزوجات في مجتمعات تقليدية سورية واجه معضلة في تركيا.
نور وصلت وأفراد أسرتها إلى تركيا، بصفة لاجئين فرّوا من الحرب السورية، وكانت أوضاعهم صعبة كحال معظم الوافدين الجدد.
تتكوّن عائلة نور من ابنها ووالدتها وسبع بنات. وككثير من أهالي اللاجئات يجري تزويج الصغيرات بغية تخفيف الأعباء المادية وهو أمر تواجهه نسبة كبيرة من الصغيرات السوريات.
تقول نور التي تزوجت في تركيا من شخص تركي: “جاءت إلينا سمسارة (خطابة) نساء تُدعى أم محمد، وتعمل وسيطة للزواج، وبعدما قابلتني عرضت عليَّ الزواج من شخص في تركيا،
عندما جلست معه اتضح لي أنّه هادئ ولطيف لذا قرّرت الارتباط به كزوجة ثانية”.
تُلقي نور باللوم على الوسيطة أم محمد التي لم تخبرها أن القانون التركي يمنع تعدّد الزوجات، وأنّه لا يعترف بالزوجة الثانية، وتوضح أنّها كانت تظن أن الزواج الثاني أمرٌ طبيعي كما في سوريا،
إضافةً إلى أن عمرها كان 16 سنة فقط، وتقول: “صحيت على نفسي فجأةً ليتّضح لي أن زواجي لم يكن قانونياً”.
حصل طفلا نور على رقم وطني فقط، من دون أن يُسجّلا على خانة والدهما التركي، وبذلك حُرما الميراث، وفق نور، : “أولادي لديهم رقم وطني ولكن في المستقبل لن يحصلوا على الميراث”.
استخرجت نور وزوجها بطاقات شخصية لطفلها، وأكملت معاملة المعاينة واللقاح، وأصبح عمر ابنها عامين، ثم حملت بطفلة أخرى.
أخبر المحامي نور وزوجها، بأن المحكمة لا تعترف بالطفل من زواج ثانٍ، ولكن يمكن تسجيله في النفوس وإعطاؤه رقماً وطنياً، ليكون مواطناً تركياً في المستقبل.
نور تعيش محنة مضاعفة، فقد تم تزويجها وهي قاصر لتكون زوجة ثانية، فهي لم تتلق تعليماً كافياً ولا تعرف حقوقها ولا ترى بأساً في كونها تزوجت صغيرة أو في كونها زوجة ثانية.
هي مثل كثيرات ينشأن ويعشن في بيئات تقليدية تتيح زيجات وممارسات يعتقدن أنها طبيعية قبل أن تفرض عليهن التجربة حقيقة مرة، وهي أنهن تعرضن للاجحاف وللاستغلال وفي النهاية يُتركن وحيدات لمصيرهن.
للمزيد من المقالات حول القضايا الاسرية يمكنكم زيارة الصفحة : قضايا الأسرة والمجتمع